Uncategorized

المرحلة العمرية من السبعة سنوات

المرحلة العمرية من السبعة سنوات 

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

المرحلة العمرية من السبعة سنواتالمرحلة العمرية من السبعة سنوات

الحمد لله الذي جعل للطفولة من شرعه ميثاقا، وهيأ لها قلوبا غمرها مودة ورأفة ووفاقا، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أبدع الكون بقدرته، وشمل العباد برحمته، وسوّى خلقهم بحكمته، وأشهد أن سيدنا وحبيب قلوبنا محمد عبده ورسوله، كان خير الناس لأهله، وأجمع العباد لشمله، اللهم بلغه صلاتنا وسلامنا عليه، وعلى آله وصحابته، واجزه عنا خير ما جازيت نبيّا عن أمته، واجعلنا اللهم من ورّاد حوضه وأهل شفاعته ثم أما بعد إن المرحلة العمرية من السبعة سنوات إلى الثماني عشر سنة، للطفل ففيها تتشكل عشرة بالمائة من شخصية الإنسان وهي ليست قليلة، ففيها يمكن إعادة تشكيل شخصية الابن عن طريق الإقناع واللين والتفاهم، ويمكن فيها كذلك تقويم شخصية الطفل بتعديل بعض الخصائص القابلة للتعديل. 

 

وهذا هو الشق الأول من بنيان شخصية الطفل وهذا هو متي؟ وأما الشق الثاني وهو كيف؟ فهو كيف ينبغي أن أعلم إبني كيفية إتخاذ القرار؟ وكيف يؤمن بقيمة قوة إتخاذ القرار، والإستقلالية والإعتماد على الذات، والأهم هو كيف أعلم إبني القيم ومن الممكن أن أستغرق سنة كاملة في تعليم إبني قيمة الوقت وهذه بعض المفاهيم الهامة في قيمة الوقت، وأهمية الوقت، وماذا يعطيني الوقت، والمحافظة على الوقت، وسعادة إحترام الوقت، وأهمية إحترام وقت الآخرين، والوقت بالنسبة للمسلمين مهم جدا لأنه يدخل في عقيدة الإنسان المسلم الناجح، والوقت كالسيف، والوقت جزء من حياتك إما يقودك إلى النجاح أو إلى الفشل، وبعد القيم والمعتقدات التي يتم تعلمها في السنوات الثلاث الأولى، ينتقل إلى السنوات الرابعة والخامسة، وفيها بناء الأحاسيس والمشاعر.

 

 

فدع إبنك يحب الوقت ويحترمه، وأعتقد أن السلوكيات السلبية المنتشرة في عالمنا العربي هي بسبب المعتقدات، فيجب أن نؤمن أن الوقت ثمين ويجب المحافظة عليه وعدم إضاعته، ثم يأتي دور السلوك وهو الدور الأسهل والأبسط لأن الإنسان عندما يؤمن ويحب ويشعر بقيمة الوقت لن يضيعه في أي شيء آخر تلقائيا ويكون مبرمجا على إحترام الوقت وتنظيمه وإستغلاله في خدمة أهدافه وتحقيقها، لذا فالذين يدخلون دورات تنظيم الوقت، هم يأخذون جداول قد لا تنفعهم لأنهم بالأساس لا يشعرون بقيمة الوقت، وهذا المعنى العظيم نفهمه من سيرة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم فقد ظل عليه الصلاة والسلام مدة ثلاثة عشرة عاما يبني القيم والمعتقدات والمشاعر وما كان يفرض على المسلمين سلوكيات نهائيا. 

 

وحتى عندما فرضت عليهم الصلاة، كانوا يتعاملون بالربا والخمر، ولم يكونوا مطالبين بدفع الزكاة، لأنه من الصعوبة أن تطالب الإنسان بسلوك قبل أن تبني لديه القيم والمعتقدات، وبعد فتح مكة قال النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها ” لولا أن قومك حديثي عهد بالإسلام لأمرت أن أهدم الكعبة وأن أعيد بناءها مثل ما بناها إبراهيم” أو كما قال عليه الصلاة والسلام، لذلك هناك القاعدة الأساسية وهب إنتبه إلى أفكارك لأنها تتحول إلى قيم، وقيمك تتحول إلى معتقدات، والمعتقدات تتحول إلى مشاعر حب وأحاسيس والتي بدورها تتحول إلى سلوكيات تحدد مصيرك، إذن الذي يحدد مصير الإنسان في الواقع هي الأفكار، فالفكرة إذا أعطيتها طاقة أصبحت قيمة، والقيمة إذا فكرت بها وتبنيتها أصبحت معتقد، والمعتقدات تولد الحماس والمشاعر، والمشاعر ينتج عنها سلوكيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى